الأحد، 5 يناير 2014

حكـايـة دميــة ؟

 
ازمير- 3/1/2014 
حملتها قلبتها بيدى"لازالت تحمل التسعيرة واسم المعرض"أعتقد انهُ تم شراؤها من أسبوع  هكذا كنت أتمتم ،، أيقنت أنها تحكي الكثير؛ فدمية من هذا المعرض  قد تكلف مبلغاً وقدرة !!  وأن ترمى على قارعة الطريق بهذا الشكل فلا بد وأن ورائها حكاية؛ وعدت أتمتم أسبوع !؟ 
لا يعقل أن يكون لها اكثر من أسبوع ،فاجأني  صوت كسير من خلفي" ثلاثة ايام"استدرت لأرى ، فاءذا هي صغيرة في الثامنة أو التاسعة من عمرها ولكنها تحمل في عينيها حزن كهل في الثمانين ؟!؟ 
ابتسمت لها وقلت لها ثلاثة أيام ؟! ..  مدة ماذا !؟
فقالت : كنت أستمع الي تمتماتك ، كثيرون مروا من هنا ولم يأبه أحدهم للدمية وسمعتك تقول أنه قد يكون تم شراؤها من أسبوع وفي الحقيقة تم شراؤها منذ ثلاثة أيام .

وليتها لم لم تشترى !! عجبت لأمر الصغيرة، وجثوت على ركبتي لأكون أقرب، وسألتها عن اسمها ومدرستها "اسمها ندى" وتدرس في الصف الثالث،تعرفت الي أيضاً وتحدثنا قليلاً وكان يصعب حملها على الكلام،فكانت تجيب على قدر السؤال الا أنها بدت متحدثه جيدة،سألتهت مباشرة:( وأنا احمل الدمية ) تقصين على حكايتها !؟ 
نظرت الى في حزن شديد،وبدأت تسرد حكايتها ؟
هئ دميتي .. أخذتني والدتي أنا وأخي قبل ثلاثة أيام لمعرض الألعاب لنختار لعبة تناسبنا كمكافأة لأدائنا الجيد في المدرسة ..
 اخترت هذة الدمية الغبية وأختار اخي سيارة صغيرة،بقيت أمي لتدفع ثمن الأشياء وخرجنا من المعرض وهى تنبهنى ان أمسك بيد أخي ونحن نعبر الشارع لنصل للجهة الأخرى..
 حملت لعبتي وامسكت بيد اخي وعند باب المعرض انتبهت ان دميتي لا تحمل مشبك شعر كاالذى تحملة تلك المعروضة في الداخل فانشغلت أقلبها  بحثاً عن المشبك .
"بدت حشرجة غريبة في صوتها وأكملت قصتها بالدموع والكلمات" لم أفق الا على صوت مكابح سيارة مسرعة،،رفعت رأسي لأجد أخي يتقلب في الهواء !
 بعد أن ارتطمت بة السيارة وسقط على الأرض في بقعه من الدماء .
 صمتت قليلاً ونظرت الى وتابعت حكايتها"مات أخي"بسبب.. لعبتي .. بسببي.. اكرهها... لأريد بعد اليوم ألعاباً فأنا لا أستحق شياءً"انفجرت باكية"هكذا تقول أمي لكل من يأتي لتقديم واجب العزاء "انفجرت باكية ".
أدركت عظم الهم الذي تحمله صغيرة في عمرها والشعور القاتل بالذنب الذى يسيطر عليها..
 هدأت من روعها واحتضنتها وسألتها:تذكرين في السنة الأولى حينما تعلمنا أول سؤال في المدرسة ، "من خلقك" ،وكنا نجيب بصوت واحد "خلقني الله" وكنت أحاول محاكاة الصغار حتي تبتسم ، ابتسمت قليلاً ، وهزت رأسها لأتابع ،فقلت من خلق اخاكِ ، فقالت:" الله"  ،فقلت نعم جميعاً خلقنا الله فأرواحنا أمانة يملكها .
فمن تتوقعين  سيأخذها ؟ ؟
ردت:"با طبع الله" وهذا ماحصل ، لكل انسان أجل وشاء "الله" أن يأخذ روح أخاكِ وهو الان في الجنه فالأطفال أحباب الله:والله يحبة وكتب له أن يعيش هذة الفترة فقط ، فقالت:وأنا ساموت قلت:كلنا سنموت حينما يشاء الله
،فقالت:لكني لو لم أفلت يدة.. ربما.. فقلت كتب الله ان تفلتي يدة.. سكتت وكأنها هدأت قليلاً وكان لديها شئ اخر لتقوله عن والدتها .. لكنها لم تكمل فقد توقفت سيارة أمامنا ونزلت منها سيدة وكانت تسير باتجاهنا،أشارت"ندى" اليها وقالت:هذة والدتي، وبدى عليها بعض الخوف حتي استأذنت الذهاب للسيارة على عجل!؟
 بقينا أنا ووالدتها وتعرفت الى وقدمت لها العزاء ،فقالت:خسرت ابني.. بسبب.. بسببها .. وهي تنظر الى"ندى" .
رغم احترامى لحزنها الا أنها أثارت غضبي واستيائي فقلت لها سيدتي أنا لا أعرفك .. فهل تقبلين بنصيحة شخص لا يعرفك: فقالت تفضل ،قالت:ماقولك"ان قلت انك خسرتِ ابنك بسبب اهمالك فلوكنت حريصة لما تركت صغيرين يعبران شارعاً خطيراً وحدهما،هم أطفال وأنتِ.
الأم المسئولة والبالغة ".... صعقت من جرائتي .... وقالت:لا أسمح لك ان تكلمني بهذا الأسلوب ،وضاعت منها الكلمات في ثورة غضب ممزوجة بحرقة، فاعتذرت، وأبديت أسفي،وقالت لها: انظري كيف شعرتِ أنتِ بألم من كلمات شخص لا يعرفك يحاول أن يجعلك مسئولة عن كل ماحدث،وكانه ذنبك وحدك"صمتت قليلاً "..... ياعزيزتي كيف تتوقعين أن تتحمل صغيرتك شعورها بالذنب واللوم المستمر من شخص تحبة كوالدتها !!
كيف ستكبر مع هذا الاثم الذى زرعتيه داخلها وتقومين بريه كل ساعة !!
خسرتية ، نعم ، رحمة الله واسعة !! ... فلا تخسريها أيضاً ... تركتها ورحلت.....
 وأملى أن تكون فهمت ماأعنى وأظنها فهمت ..؟..


:(ــــــــــــــــ




ليست هناك تعليقات: