الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

هل يتمكن " الحراك " في اليمن من استعادة دولة الجنوب ؟

الجمهورية اليمنية ؟

آفاق الأ نفصال ؟....
يضل الوضع في الجنوب إزاء معادلة مختلفة؛ ففي كل يوم يتأكد أن تحقيق أهداف الحراك بالانفصال لن يكون عملاً سهلاً على الأقل في الأمد المنظور .

 فمع كل انهيار امني في الجنوب يبتعد الجنوبيون أكثر عن تحقيق أهدافهم ، وبقدر ما يتمكن الحراك الجنوبي من أطاله أمدة كحراك سلمي يُميّز نفسه عن القاعدة بقدر قدرته على إحراج النظام في صنعاء ، وهو اختبار صعب له مع تجاهل الدولة لمطالبة ومواجهتها بالعنف الرسمي .


 والبديل أمام الحراك هو تطوير خطابة بدلاً من التحصّن خلف هدف الانفصال،فيمكنه بناء توافق وطني يجتذب إلية أطيافا من القوى في الشمال ، على سبيل المثال أعادة النظر في مشروع الوحدة والتخلي عن هدف الانفصال بهدف إصابة أهداف آخري في الدولة الوحدوية ، بهذا يٌمكنه سحب البساط من تحت أقدام النظام في صنعاء .


 لقد نجحت قوى الحراك ، من الناحية الفعلية ، في أعادة طرح السؤال حول دولة الوحدة وطرح هدف " التحرير " على الجنوبيين ،  وهو يمثل تطوراً في أهدافها الحقيقية التي بدأت في عام 2007 بمجموعة من المطالب  المعتدلة تمثلت فقط بـ : 

المطالبة بتحقيق قدر من العدالة والمساواة في التنمية مع الشمال ، وباء عادة  المٌسرحّين من الجيش إلى الخدمة ، وتوفير الوظائف ، وتدعيم صلاحيات سلطة صنع القرار المحلي ، ومزيد من السيطرة على موارد الجنوب الاقتصادية ، بما فيها اكبر حقل نفط يمني في المسيلة بحضرموت .

 وعلى الرغم من نجاح الحراك في أعادة السؤال حول الوحدة إلى الواجهة ، فاءن تحقيق الانفصال يبدو بعيد المنال في ظل الأوضاع الراهنة والتداخل الميداني والمناطقي بين الحراك والقاعدة ، وذلك على الرغم من كل مشكلات اليمن المتمثلة في ثالوث : الحوثيين ، الحراك ، القاعدة .وألان نجد أن صوت الانفصال يطغي على صورة الوحدة، والصوت الجنوبي هو الأعلى والأبرز . 


مع ذالك فاءن الاتجاه إلى الانفصال من المنتظر أن يتصاعد أذا لم تتمكن الدولة من تقديم  رؤية شاملة تعيد تدارس الأسس التي قامت عليها الوحدة ، وتضع مرة ثانية قرار الوحدة على محك التساؤل ، وتأخذ في الاعتبار تمايزات محافظات الجنوب ، وتٌطوّر خطاباً مع الجنوبيين يتجاوز الحل الأمني والعسكري ؛ يتضمن حلاً تنموياً وسياسياً اشمل ، وهذا يتطلب تغييراً في قواعد توزيع السلطة والحكم في صنعاء ، وقد لا يكون المركز في الشمال مٌستعداً له حالياً . 


وبقدر قدرة الدولة على تحقيق تنمية متوازنة في الشمال والجنوب ، بقدر قدرتها على كبح جماح الحراك . 


في الأمد المنظور يمكن القول أن الأشهر - وربما السنوات المقبلة - تجعل سلطة الدولة هي الأقوى ، حيث لايستطيع المجتمع الدولي أن يطلب من اليمن الاستجابة لمطالب قوي الحراك الجنوبي في ظل الحرب الشرسة مع القاعدة ، وهذا يضع قيوداً على خيارات الجنوبيين ، ولكن في الأمد البعيد سيزداد انتباه المجتمع الدولي وتركيزه على الوضع الإنساني للجنوب ، وربما ينتهي الأمر إلى التعاطي مع الهدف السياسي بالانفصال والتعامل معه على غرر التعامل مع جنوب السودان .


 خصوصاً حين يفرغ النظام من القضاء على تنظيم القاعدة، وسوف يتوقف المستقبل على مدى قدرة النظام على استمرار خلط المعركة في الجنوب بالمعركة ضد القاعدة . 


على الأقل خلال هذه الفترة الحرجة التي لا تتوافر فيها الفرصة لتطوير الأفق السياسي للنظام، كما سيتوقف المستقبل أيضا على مدى قدرة الجنوبيين على تمييز أنفسهم في سياق النضال السلمي . 


وتبقي الحالة الراهنة حاله افصل نسبياً للسلطة، لأنة في الوقت الذي سيتم فيه القضاء على تنظيم القاعدة سوف تتجلي أكثر مطالبات الجنوب . 


لذالك من مصلحة الدولة اليمنية أن توجد عناصر تداخل  دائمة بين القاعدة والحراك خصوصاً في فترة الضعف الراهنة ، ومن المهم أن تترافق حربها مع القاعدة بمساعيها  للاستجابة للمطالب المعتدلة للحراكيين ، عبر إصلاحات حقيقية تعيد ثقة قواي الحراك بدولة الوحدة . 


وبالطبع هناك أبعاد كثيرة تجعل من الممكن لهذا الطرف أو ذاك إحراز انتصارات تكتيكية ، لكن الانتصار الحقيقي سوف يتمثل في القدرة على تحقيق اختراق استراتيجي على الجانب الآخر ؟....




ليست هناك تعليقات: