السبت، 10 مايو 2014

الهجرة


في عصر العولمة، تتزايد الهجرة الاقتصادية أو هجرة العمال. ونتيجة لنقص الفرص الوظيفية في الدول النامية وزيادة الطلب على العاملين ذوي الأجور المنخفضة في الدول المتقدمة، يذهب الشباب، النساء، والرجال للعمل في دول دول أخرى ليستطيعوا أن يعولوا أنفسهم وأسرهم. 

تقدّر منظمة العمل الدولية أن من بين حوالي 175 مليون مهاجر حول العالم، فإن نصف هؤلاء من العمال. العمال المهاجرون لا يساهمون فقط في إقتصاديات الدول التي تستضيفهم، ولكن المبالغ التي يرسلونها لأسرهم تدعم إقتصاد بلدهم أيضا. يذكر تقرير لمنظمة العمل الدولية أن الحوالات التي يرسلها العمال وصلت لـ223 بليون دولار عام 2005، وهو أكثر مرتين من العون الدولي. يساهم العمال المهاجرون في الشتات المتزايد، وهو عبارة عن مجتمعات متناثرة في الخارج لديها علاقات مع الدولة الأم والدولة المضيفة ولكن بدون عضوية كاملة في أي منهما.

وبالرغم من الأرقام الاقتصادية المشجعة، فإن الهجرة الاقتصادية الدولية ليست منظمة بحزم وسوء المعاملة لكثير من العمال أمر شائع. العمال المهاجرون معرضون للمضايقات، الاستغلال والاتجار بالبشر. جزء من السبب في ذلك هو أن العمال المهاجرين لا يمنحون جنسية كاملة في المكان الذي يستقرون فيه. 

في الفلبين، يزدهر الاقتصاد المحلى من خلال تصدير القوى العامة، خصوصا النساء كعاملات بالمنازل. العاملات المنزليات الفلبينيات المهاجرات يعملن في 130 دولة ويقدمن الرعاية للأطفال وكبار السن للأسر، أو العمل الجنسي ومرافقة الرجال في الدول الغربية والأسيوية الغنية. المهاجرون الذكور يعملون في الصناعات الثقيلة أو البناء بشكل رئيسي في الشرق الأوسط وأجزاء من آسيا. 

في أوربا، لم تكن سياسات الهجرة دائما ذات فائدة للعمال المهاجرين وتوجد توترات عنصرية وعرقية واضحة. لكن الاتجار بالبشر وإغراء العمال الشباب غير الشرعيين يدور في الخفاء في بعض المناطق. التعاون الدولي مطلوب بشدة لمنع انتهاك حقوق الإنسان، تجارة البشر و الممارسات غير الشرعية الأخرى. 

العمال المهاجرون المهرة أقل عرضة للاستغلال، لكن مغادرتهم قد حرمت بعض الدول النامية من من عمالة قيّمة تحتاجها من أجل إقتصادها. الكثير من هؤلاء العمال المهرة ذوي التعليم الجيد من الشباب، ويشكلون 30% من مهاجري العالم. هذه الظاهرة تسمى "هجرة العقول"، حيث يترك قطاع هام من العمال المهرة بلادهم بحثا عن فرص أفضل في بلاد أخرى.



Tweets by

ليست هناك تعليقات: