الثلاثاء، 6 مايو 2014

الأمن الغذائي


أحد أهم المشاكل في العالم حاليا هي، حقا، وباء حقيقي في بعض مناطق العالم، يؤثر في حوالي ثلث سكان العالم. تخص القضية عوامل أساسية لبقاء الإنسان، ويجب أن تواجَه لمعالجة القضايا الأخرى التي تبتلى الجنس البشري. القضية التي نتحدث عنها، وهي الموضوع المتميز لهذا الشهر، هي الزراعة والأمن الغذائي.  حوالي اثنين بليون شخص حول العالم، غير قادرين، بصورة مستمرة، أن يزرعوا أو يحصلوا على طعام ليأكلوه – و يعيش 75% من هؤلاء الذين لا يتمتعون بالأمن الغذائي في المناطق الريفية في الدول الأقل نموا حول العالم.

سواءً كان بسبب الصراع، الجفاف، الفيضان، أو المرض، يعتبر الأمن الغذائي والزراعة المستدامة أمران متقلبان بالنسبة لغالبية فقراء العالم. تساعد عدد من الحقائق على أيضاح مدى خطورة هذا الأمر في مجتمعنا الذي هو من المفترض متقدم تكنولوجيا وثقافيا – يموت ما يقدر بستة ملايين طفل كل عام بسبب الجوع والأمراض المتعلقة بسوء التغذية، وما يسبب صدمة أكبر هو أن غالبية هذه الأمراض قابلة للعلاج.

 يصاب ضحايا سوء التغذية هؤلاب بالالتهاب الرئوي، الحصبة، الملاريا، والأمراض المعدية ولكن غيرالمميتة الأخرى – كل ذلك لأنهم أُضعفوا بسبب نقص الوجبات المنتظمة المغذية لدرجة أن النظام المناعي لأجسادهم لا يستطيع أن يحارب الأمراض التي أصيبوا بها. علاوة على ذلك، فإن مضادات حيوية وعلاجات أخرى رخيصة يمكن الوصول إليها لازالت أمر غائب في كثير من المناطق الريفية في دول العالم الثالث، حيث نسبة وفيات الأطفال هي الأعلى حول العالم.

 ولكي تواجه القضايا الحرجة الأخرى – مثل القضاء على الفقر والمرض، وتحسن معدلات محو الأمية والوفيات حول العالم - يجب على الحكومات كلها (في الدول الغربيبة وأيضا – وربما أكثر أهمية- في الدول النامية حيث تظهر هذه المشاكل في غاية الوضوح)، السياسيين، صانعي السياسات بالإضافة إلى المواطنين من جميع دول العالم أن يركزوا على الجوع الحاد وسوء التغذية.

 إن قضية الأمن الغذائي والزراعة يجب أن تكون في بؤرة التركيز حيث أنها أحد الأسباب الأساسية لمعظم المجاعات التي تنكب البشرية. وحيث أن القضاء على الفقر والجوع يأتي على رأس الأهداف الإنمائية للألفية، فمن المنطقي أن تحقيق هذا الهدف أو على الأقل المضي في هذا الطريق ضروري لتحقيق الأهداف الأخرى وضمان مستقبل جيد – مستقبل لا يذهب فيه معظم أطفال العالم ليناموا وهم جوعى.



Tweets by

ليست هناك تعليقات: